توصل باحثون أمريكيون إلى أن صنفا من أشجار السنط المتواجدة بكثرة في شرق إفريقيا تحمي أنفسها من الفيلة بمساعدة النمل الذي يعيش عليها.
وذكرت شبكة الأخبار البريطانية (بي بي سي) يوم الجمعة أن الباحثون لاحظوا أن "كثافة الأشجار تقل في المناطق الآهلة بالفيلة، إلا عندما تكون محمية بسياج كهربائي، حتى لو كان ممكنا لحيوانات أخرى عبوره".
وقال البروفيسور تود بالمر من الفريق الباحث إن "الفيلة تدمر قشرة الشجر وان تزايد عددها زاد من تفاقم الظاهرة في السنوات الأخيرة".
لكن العلماء استغربوا لكون الشجر فقد قشرته فقط في المناطق الرملية، قبل أن يلاحظوا أن نوعا واحدا من الشجر ينمو في التربة وهو شجر السنط، على عكس المناطق الرملية التي تنمو فيها أنواع مختلفة من الأشجار.
وما يميز شجر السنط هو علاقته المتناغمة مع النمل، حيث يوفر له المسكن والغذاء مقابل الحماية من الفيلة، حسب ما يعتقد العلماء.
وللتأكد من كون النمل هو سبب ابتعاد الفيلة عن شجر السنط، جردها البروفيسور بالمر وزميله جيك غوهين من النمل الذي كان يعيش عليها، واكتشفا أن الفيلة صارت مهتمة بها ومقبلة على الاقتيات عليها.
وتأكد الباحثان من فرضيتهما عندما قدما لفيلة يافعة في محمية طبيعية نوعين من شجر السنط، بعضها عليه نمل والبعض الآخر من دونه، فأقبلت على فروع الشجرة الخالية من النمل بغض النظر عن نوعها، بينما خافت من تلك التي كان النمل يدب عليها.
ويعتبر السنط جنس من الأكاسيا و هي أشجار بقوليه يمكن أن تنمو بكتريا العقد الجذرية التي تثبت النيتروجين الجوى على جذورها و هذه البكتريا بدورها عدة أنواع تتخصص في تكافل معيشتها مع نباتات بقوليه بعينها و أمكن التعرف على الأنواع الهامة منها و عزلها و تنميتها في مزارع لتستخدم في تلقيح النباتات التي تتبادل المنفعة معها .
ويتبع جنس الأكاسيا حوالي 1300 نوع وأكاسيا سينجال و أكاسيا أرابيا هما الأنواع التي نحصل منها على الصمغ العربي .
ويشار إلى أن البحث العلمي أجري من قبل جامعتي وايومين وفلوريدا الأمريكيتين أنجزوه في لايكيبيا وتسافو في كينيا.