ولا ينصح بصيام الأطفال قبل سن البلوغ وذلك لأسباب تتعلق بالنمو
يتميز شهر رمضان بموائده الغنية وعاداته الفريدة، إلا أن رمضان هذا العام تزامن مع موجة الحر الشديدة التي تولد مخاطر للصيام، فضلاً عن الأضرار التي قد تلحق بالصائمين نتيجة إتباع أنماط غذائية غير سليمة كالإكثار من الأطعمة الدسمة والحلويات أو تناول الطعام بكميات كبيرة دفعة واحدة وغير ذلك من عادات قد تؤدي بالشخص إلى أمراض واضطرابات هو في غنى عنها.
سيريانيوز التقت اختصاصي أمراض الهضم والتغذية الدكتور حامد بلال للوقوف على أكثر العادات الغذائية الخاطئة انتشاراً في شهر الصوم، وكيفية الوقاية من الاضطرابات الناتجة عن تلك العادات، إضافة لبعض التوجيهات المتعلقة بالصيام في الجو الحار.
الماء..خمس ليترات يومياً
يعد الصيام عن الماء وخاصة في فترة الحر من أشد الأمور، خاصة مع زيادة الكمية المفقودة منه نتيجة الحرارة المرتفعة، حيث قال الدكتور حامد بلال إن " الصيام هذا العام له خصوصية بسبب الحرارة العالية، حيث تزيد كمية الماء المطروحة من الجسم سواء عن طريق التعرق أو البول أو التنفس، لذلك لابد من زيادة الوارد من الماء بشكل عام، حيث يحتاج الإنسان في الطقس المعتدل من 2-3 ليتر ماء يومياً وتزيد هذه الكمية لتصل إلى 4.5 ل5 ليتر يومياً".
وأضاف بلال إنه "يحصل الجسم على حاجته من الماء عن طريق شرب الماء السائل أو من خلال الماء المحتوى في الأطعمة، أو عن طريق التفاعلات الكيماوية التي تحصل أثناء حرق الطعام وتولد كمية من المياه".
والبدء بالسوائل
وعن أفضل ما يبدأ به الإنسان إفطاره، قال الدكتور حامد إنه " بعد فترة طويلة من الصيام عن الطعام والماء، يعد تناول السوائل أفضل طريقة للبدء بالفطور، حيث تعوض السوائل من عصائر وفاكهة وغيرها كمية من السوائل التي فقدها الجسم خلال النهار، فضلاً عن توفيرها السكريات التي تعيد للجسم الحيوية والنشاط كما أنها غنية بالفيتامينات والأملاح المعدنية الضرورية ".
وأضاف بلال إن "وجبة الإفطار يحب أن تتضمن السوائل بشكل أساسي بالإضافة للأطعمة الأخرى من لحوم وسلطات وغيرها، بشرط أن يتوقف الشخص عن تناول الطعام في بداية شعوره بالشبع لأن استمراره في تناول الطعام سيؤدي لإصابته بالتخمة".
وجبة مكملة
وأوضح الدكتور حامد إنه "يمكن تناول وجبة مكملة لوجبة الإفطار بعد مضي ساعتين تقريباً على الوجبة الأولى، وذلك بتناول قليل من البروتين أو قطعة حلويات أو فاكهة"، مشيراً إلى أنه "من الضار تناول الطعام بشكل متواصل طول فترة الليل".
وأكد بلال إنه "يفضل الابتعاد عن الأطعمة الدسمة والمالحة خاصة في الجو الحار لأنها تزيد من الشعور بالعطش وتؤدي إلى الإرهاق والتعب في الليل، وتسهم في زيادة الوزن".
البطيخ بدلاً من العرقسوس
يسبب العرقسوس ارتفاع في ضغط الدم ولا يناسب المصابين بارتفاع التوتر الشرياني، هذا ما حذر منه الدكتور بلال بقول إن "العرقسوس المنتشر على موائد الإفطار في رمضان لا يلاءم الذين يعانون من ارتفاع التوتر الشرياني لاحتوائه على كمية عالية من الصوديوم، كما أنه لا تتوفر في أماكن تحضيره أدنى الشروط الصحية، ويخشى من تسببه في نقل الكثير من الأمراض مثل السلمونيلا والتهابات الأمعاء والتيفوئيد، حيث أعتقد أن مخاطره في الوقت الحالي تفوق فوائده، رغم احتوائه على السكر واعتباره شكل من أشكال السوائل التي تعوض عما يفقده الصائم خلال النهار".
وتابع بلال إنه " أنصح بتناول فاكهة البطيخ الغنية بالماء والأملاح المعدنية والفيتامينات والسكر،أو عصير البرتقال أو الجزر عوضاً عن تناول مشروبات محضرة خارج المنزل، كما لا بد من الحذر من المشروبات الغازية الغنية بالصوديوم والسعرات الحرارية".
كيف تتجنب الصداع
وحول مكونات وجبة السحور، أشار بلال إلى أن "وجبة السحور مشابهة لوجبة الإفطار فيجب الابتعاد عن المأكولات المالحة والإكثار من السوائل والأطعمة الغنية بالماء لتمد الصائم بكمية تكفي حاجته في اليوم التالي ".
وأضاف بلال إنه "يجب أن تتضمن وجبتا الإفطار والسحور كميات مناسبة من البروتين والسكريات والفيتامينات والأملاح المعدنية".
ويعاني معظم الأشخاص صداعاً في بداية شهر رمضان نتيجة سحب الكافيين، حيث قال الدكتور حامد إنه "نتيجة سحب كميات الكافيين التي اعتاد الشخص على تناولها يومياً في الصباح، يعاني العديد من الناس صداعاً في أيام الصيام الأولى، ولذلك يمكن تناول كوب من القهوة أو الشاي في المساء أو حتى في وقت السحور لتخفيف هذا الصداع".
فئات لا يجب أن تصوم
أوضح بلال إنه " لا ينصح بصيام الأطفال في المرحلة التي تسبق سن البلوغ وذلك لأسباب تتعلق بالنمو، فحركة الأطفال ومتطلباتهم كثيرة ، كما أن أنسجتهم تكون في حالة نمو وتشكل، لذلك قد يضر الصيام بعملية تشكل الأنسجة، إضافة إلى أنه كلما قل العمر زادت الحاجة، حيث يصعب ضبط الطعام ونوعه لمن هم في عمر صغير ما قد يؤدي إلى نقص في المناعة أو نقص تغذية من مادة معينة أو تجفاف نتيجة نقص السوائل في الجسم، كما أن وظيفة الكلية قد تتأثر سلباً رغم أن فترة شهر ليست بمدة طويلة إلا أن شدة الحرارة وصغر العمر كفيلان بإحداث الضرر".
وأضاف بلال إن "ضعف النمو في حال لم يكن بسبب أحد الأمراض لا يعيق الصيام، كما أن إتباع الحمية المناسبة لمرضى سوء الامتصاص الناتج عن مادة (الغلوتين) يجعل الصيام ميسراً لهذه الفئة ممن هم في عمر ملائم".
وتابع بلال إن "استيفاء الحامل لكامل احتياجاتها من الطعام بين وجبتي الإفطار والسحور يمكنها من الصيام، لكن يجب مراعاة الاحتياجات المضاعفة للمرأة الحامل من كل المواد الغذائية، إضافة إلى مراعاة فترة الحمل فالحامل في الأشهر الأخيرة من حملها تحتاج كميات من المواد الغذائية تفوق ما تحتاجه في بداية الحمل".
وأضاف بلال موضحاً "الحمل يشكل عبئاً إضافياً، فلا مانع من صيام الشخص العادي المصاب بقصور كلوي بدرجة خفيفة، بينما يعتبر صيام المرأة الحامل المصابة بقصور كلوي بدرجة خفيفة شاقاً وغير محبب، وهذا الأمر ينطبق على مشاكل القلب وفقر الدم والسكري لاضطرار الحامل لتناول الأنسولين دون الحبوب".
وأردف إنه "يضاف إلى الفئات التي يعتبر الصيام خطراً عليهم مرضى الكبد بالمراحل الأخيرة و حالات التهاب الكبد الحادة و الأشخاص الذين يعانون من آفات كلوية، إضافة لمرضى السكري بسبب حاجتهم إلى كميات كبيرة من المياه يومياً لتوازن نسبة السكر في الدم".
ولفت إلى أن "الصيام يعتبر مفيداً لمرضى جهاز الهضم مثل التهاب القولون ومرضى الاضطرابات الوظيفية في جهاز الهضم، إضافة إلى أن توفر أدوية يغطي مفعولها 24 ساعة سمح لمرضى القرحة المعوية والإثني عشر بالصيام دون خطر يذكر".
انتقال تدريجي
يعتبر الانتقال من نمط إلى آخر سواء كان نمط غذائي أو تغير في درجات الحرارة ذو آثار سلبية على صحة الإنسان، وأوضح الدكتور حامد أنه "لا بد في نهاية شهر رمضان وعند العودة إلى نمط الحياة اليومي في تناول الوجبات من الحذر والانتقال التدريجي من حالة الصيام إلى حالة الإفطار".
وتابع بلال إنه "لا يفضل البدء بوجبة فطور صباحي كبيرة أو دسمة بل ينصح بتناول الطعام بشكل وجبات خفيفة حتى يعتاد الجسم على تناول الطعام منذ الصباح، وهذا يجنب الناس كثير من الاضطرابات والآلام في المعدة".
وأكد الدكتور حامد إنه "يفضل أن يعمل الصائم على الاستفادة من فترة الصيام للتخلص من الوزن الزائد في حال وجوده، لأن تناول الطعام بشره يؤدي إلى اكتساب الوزن ".