جمعية الوقاية من حوادث الطرق: الحفاز جهاز يحوّل الغازات السامة الناتجة عن احتراق الوقود إلى غازات غير سامة أو أقل ضرراً بالبيئة
كشفت الجمعية السورية للوقاية من حوادث الطرق عن مشروع قرار يهدف إلى إلزام مالكي السيارات بتركيب جهاز يُسمى "الحفاز" للحد من انبعاثات الغازات من عوادم السيارة بهدف المحافظة على البيئة.
وقال رئيس جمعية الحماية من حوادث الطرق ستالين كغدو, رئيس لجنة مشروع الحفازات في تصريح لسيريانيوز "نسعى إلى إصدار قرار يلزم كل سيارة بتركيب جهاز الحفاز يحول الغازات الضارة المنبعثة من عوادم السيارات إلى مواد وغازات غير ضارة أو أقل ضرر".
وأوضح كغدو أن "الجمعية تعمل على تنفيذ مشروع حيوي هام لتنقية الهواء في مدينة دمشق باستخدام الحفازات بهدف تخفيف كمية الانبعاثات الضارة عن عوادم السيارات الذي يعتبر مسؤولاً عن التلوث الهوائي بنسبة 60- 70% في مدينة دمشق, وكذلك تخفيف الآثار السلبية للغازات على الصحة العامة وعلى نفقات العلاج الطبي للمصابين بالأمراض الناجمة عن التلوث الهوائي".
و"الحفاز" جهاز إضافي يوضع على أنبوب عادم السيارة, يتألف من وعاء يحتوي بداخله على قالب مصنوع من مادة خزفية سيراميكية بداخلها ممرات صغيرة جدا لخروج الغازات من السيارة، ويغطى جدران هذه المادة طبقة رقيقه من البلاتين والروديوم, وتعمل هذه المعادن كعامل حفاز في التفاعل الكيماوي, ويقوم هذا الجهاز بتحويل الغازات السامة الناتجة عن احتراق الوقود إلى غازات غير سامة أو أقل ضرراً بالبيئة.
وعن الآليات المطروحة لنشر أجهزة الحفاز؛ أوضح كغدو أن "المشروع يتضمن وجوب إلزام السيارات المستوردة حديثاً بجعل الحفاز أحد مكونات السيارة الأساسية, وتشجيع أصحاب السيارات القديمة على تركيب هذه الأجهزة مقابل إعفائهم مثلاً من رسوم البيئة بما يوازي ثمن شراء الحفاز".
وبيـّن كغدو أن "تركيب الحفازات سيترافق مع الانتقال التدريجي إلى استخدام المازوت الأخضر صديق البيئة في الميكروباصات والسيارات الكبيرة بعد أن بدأت الباصات باستخدامه بدلاً عن المازوت العادي, حتى نصل إلى جعل المازوت الأخضر يحل مكان المازوت العادي بشكل كامل في محطات الوقود".
وكانت وزارتا النقل والبيئة شكلتا قبل أشهر لجنة لدراسة جدوى تركيب الحفازات, ولإصدار التعليمات الناظمة في حال اعتمادها.
وحول آلية معرفة وجود هذه الأجهزة في السيارات؛ قال رئيس جمعية الحماية من حوادث الطرق إن "هناك فكرة لجعل الفحص الفني للمركبة يشمل أيضاً فحص جهاز الحفاز إن كان موجوداً, وفي حال عدم تركيبه سيمهل صاحب السيارة 15 يوماً قبل سحب رخصة القيادة منه".
وفيما يتعلق بتوفير أجهزة الحفازات في سورية في حال صدور قرار بإلزامية تركيبها؛ أوضح كغدو أن "هناك خيارين فإما أن تقوم وزارة النقل باستيراد هذه الأجهزة أو أن يقوم القطاع الخاص بهذه المهمة".
وتوقع أن يكون سعر جهاز الحفاز بين 10 – 15 ألف ليرة, معتبراً السعر "مقبول وغير مرتفع".
ولفت كغدو إلى أن "الموعد المتوقع لتحول مشروع الحفاز إلى قانون مرتبط بقيام وزارة البيئة بإرسال كتاب إلى الجهات والوزارة المعنية يطلب فيه تطبيق إلزامية تركيب الحفاز لدوره في تقليل الانبعاثات الضارة للسيارات وللحفاظ على البيئة".
ويأتي مشروع تركيب الحفازات ضمن مشروع حيوي هام لتنقية الهواء في مدينة دمشق, ممول من قبل مرفق البيئة العالمي "برنامج المنح الصغيرة" الذي يديره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالنيابة عن المنظمات الثلاث المنفذة لمرفق البيئة العالمي وهي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة والبنك الدولي.
وتبلغ قيمة المنحة المقدمة للمشروع الحيوي حوالي 42 ألف دولار بينما تصل ميزانيته إلى 72 ألف دولار, ويعتمد المشروع على "الحفاز" كأحد الوسائل الهامة لتحقيق هذا الهدف.
ويشكل التزايد الكبير لعدد السيارات في سورية أبرز العوامل المساعدة على تلوث البيئة, ما دفع العديد من الجهات العامة والجمعيات الأهلية للقيام بمبادرات وحملات توعية للحفاظ على البيئة والتصدي لظواهر التلوث..
وتشير الإحصائيات إلى أن عدد الوفيات الناجمة عن تلوث الهواء على المستوى العالمي تزيد 3 أضعاف عن عدد الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق, إضافة إلى أن استنشاق الهواء الملوث بعوادم السيارات أكبر خطورة على الإنسان من تناول الأغذية الملوثة لأن الغازات المنبعثة من العوادم تصل إلى رئة الإنسان ودمه بنسبة عالية جداً تقارب 100%.