لطالما اقترن صوت المطرية اللبنانية فيروز بالصباح، لكنه في مدينة اللاذقية السورية بات إشعارا لقدوم باعة الغاز الذين استبدلوا أغانيها بصراخهم وضجيج الطرق على أسطواناتهم.
لكن الفنان فايز قزق اعتبر أن فيروز "أسمى من الاقتران بالغاز ورائحته".
وكان قزق ابن مدينة اللاذقية أدى في المسلسل الكوميدي "بقعة ضوء" شخصية رجل يحلم بأن يبيع الباعة بضائعهم على أنغام آلات موسيقية يعزفون عليها ومن ضمنهم باعة الغاز.
تحقق حلم قزق لكنه أعرب عن أمله -رغم إيجابية هذه الخطوة- أن يعتمد الباعة على نغمة مجردة موحدة لكل بضاعة بدل اعتماد مطرب معين، واستشهد بموسيقى بائعي البوظة في بريطانيا على سبيل المثال.
وكانت مديرية التجارة الداخلية باللاذقية اتفقت مع باعة الغاز منذ قرابة العام على اعتماد صوت فيروز بديلا عن صياحهم، لبيع أسطوانات الغاز داخل المدينة.
ووصف مدير التجارة الداخلية حسام تجور الاتفاق بالتعاوني ورحب بتطبيقه من الباعة الذين خشوا في البداية تراجع البيع إذا تخلوا عن البيع بالصياح على بضاعتهم.
وروى بائع الغاز فتحي زيزان الأصداء التي تلقاها أغاني فيروز أثناء جولته اليومية في شوارع اللاذقية.
وأوضح زيزان أنه شخصيا بات يشعر بالنشاط عندما يستمع صباحا لأغاني فيروز التي قال إن مواطنين رحبوا بالفكرة وأثنوا على هذا التغيير، مشيرا إلى أن البعض بدأ يطلب منه ألا يغادر المنطقة إلا بعد انتهاء الأغنية وآخرون فرحون لفكرة الاستيقاظ على صوت فيروز.
لكن الأمر لا يخلو -يضيف زيزان- من اعتراضات إذ استنكر البعض جعل فيروز كأنها تبيع الغاز رغم أنها رمز للفن لا للغاز بحسب تعبيرهم.
بعض السكان أعربوا عن خشيتهم من ارتباط فيروز في ذاكرة الجيل الجديد بالغاز تقول رباب إحدى سكان اللاذقية.
وأضافت أنه "رغم سعادتنا بسماعها يوميا من خلال أولئك الباعة فإننا نرفض أن ترتبط في ذاكرة الجيل الجديد بالغاز بعدما ربطت ذاكرتنا بالماضي الجميل والرومانسية بشفافية رموزها كالبحر والسماء".
لكن آخرين يقولون إنهم بعدما كانوا يغلقون نوافذهم تفاديا لأصوات الباعة أصبحوا يخرجون للشرفات للاستمتاع بأغاني فيروز.
وأثنى ساكن المدينة حسام تجور على الفكرة معتبرا صوت فيروز محببا لدى المواطن السوري بكافة فئاته العمرية ينعم سامعه بالسلام والهدوء، ووصف اتفاق التجار مع مديرية التموين بالخطوة الحضارية متمنيا أن تعمم في كافة المحافظات السورية.